كلما دار نقاش جاد عن الحرية. ماهي بالضبط ، ما حدودها، ما هو التعريف
السليم لها كلما توصل المتناقشون لنفس النتيجة. هذه النتيجة هي ان الحرية ليست
واحدة فقط. بل هي نسبية من شخص لأخر اومن مجتمع لأخر اومن بلد لأخر اومن ثقافة لأخرى.
كذلك يرجح الكثير من المتناقشين ان الحرية اساسا " وهم" تسعى اليه
البشرية و لا تناله ابدا لأنه اساسا هدف لا ُيحقق و نظل كلنا نلاحقها جاهدين في الوصول اليها و للتمتع بها ولكن تنتهي
الملاحقة برفع الرايات البيضاء في يأس و تسليم و اعلان ان الحرية لم يتم الامساك
بها ، فلوكنا نلاحق طيرا لربما كان الأمر اسهل.
الحرية هي ان لا أكون أسيرة. الحرية أن اقول وافعل ما أشاء. الحرية ان
اذهب حيث اختار. الحرية ان اختار مسكني ، ملبسي ، مأكلي. الحرية ان انتقي ما اريد.
الحرية ان اتحرر من أي قيود يفرضها المجتمع او الدين او العادات والتقاليد. هكذا تتباين الأراء. الحرية
ما هي؟
الحرية هي ان اقول "لا " عندما ارفض و ان اقول "نعم" وقت اوافق على
قرار ما دون خوف من تبعات ذلك.
الحرية هي ألا نخاف.
بالنسبة لي لعل التعريف الذي يرضيني هو هذا. الحرية هي ألا نخاف.
الحرية هي ألا نخاف.
بالنسبة لي لعل التعريف الذي يرضيني هو هذا. الحرية هي ألا نخاف.
سأحكي موقف عابر حدث معي جعلني أتساءل بشكل مختلف وجديد عن ماهية
الحرية. لدي في حديقة منزلي احواض بلاستيكية للزهور. احدى هذه الزهور جميلة للغاية
، شكل اوراقها رائع و زهرتها وردية فاتحة. احب منظرها لأنها تنمو متزاحمة مع بعضها البعض كأنها تتسابق لتقبيل الضوء ، تزدحم لدرجة اكاد لا ارى
الحوض. تكبر وتنتشر و لو تأخرت عليها بالماء. الشمس و الهواء في صنعاء رائعين لذا
كانت زهرتي هذه رائعة مثل روعة طقس صنعاء.
مؤخرا بسبب الحالة الأمنية وتعرض كثير من المنازل في حينا
للسرقة قررنا تربية كلب بوليسي في حديقة البيت. في الكلب - حين يكون جروا - عيب كبير فهو
يقطع كل ما يرى امامه. في صباح أحد الأيام
رأيت الزهرة التي احبها فتات وردية على الأرض. حزنت لأنه قطعها بذاك الشكل.
قررت لأننا نربط الكلب طوال اليوم و لا نطلق سراحه الا ليلا ، وحينها يمزق الأشجار ، قررت ان أحمي زهرتي المفضلة الطموحة. ادخلتها في قفص كبير جدا استخدمته سابقا لتربية حمام . القفص يسمح بدخول الضوء الشمسي و ماء المطر و الماء الذي اسقيها به أنا. فكان مناسب جدا.
قررت لأننا نربط الكلب طوال اليوم و لا نطلق سراحه الا ليلا ، وحينها يمزق الأشجار ، قررت ان أحمي زهرتي المفضلة الطموحة. ادخلتها في قفص كبير جدا استخدمته سابقا لتربية حمام . القفص يسمح بدخول الضوء الشمسي و ماء المطر و الماء الذي اسقيها به أنا. فكان مناسب جدا.
يدور الكلب حولها ويتركها لأنه يعجز عن الاجهاز عليها. مرت الأيام....
و زهرتي الجميلة تتمتع بالضوء والماء و الأمان.
لكن يا للغرابة التي لم اجد لها تفسير.
لم ُتزهر بعدها مطلقا لدرجة انني لم الحظ حتى ارتفاع في نموها. فهل
شعرت الزهرة انها أسيرة؟
شيء غريب... استغربت جدا .... الزهرة هذه ماهي الانبات و الماء متوفر لديها و الشمس و الهواء و كذلك الحماية فما الذي دمر معنوياتها في كونها وراء قضبان ؟كيف أدركت " زهرة" ما هي الحرية و لم نفقه ما هي نحن؟