هل شاهدتم البرنامج التلفزيوني الوحدوي ، القومي الذي يهدف الى اعادة
الوحدة العربية الشاملة بين بلداننا العربية المسلوخة الاوصال ، المبتورة الخطىَ،
المقطعة العروق و المسالة الدماء.
عبر شاشة التلفاز ، تحققت اعلى نسبة مشاهدة لهذا ال
Tmanee ------> www.tmaneeGalakARABunity.goblabobla.fs
مما شكل اولى خطوات الوحدة العربية. فاق عدد المتابعين لهذا البرنامج
عدد مشاهدي آراب ايدل ، او ذا فويس و غيرها من البرامج التي تكتسح كل البرامج
بأعداد متابعيها. اليس هذا "وحدة عربية"؟ لا ، لا تضحك! الوحدة مستحيل
تحقيقها على الأرض لذا تعبر هذه البرامج عن متنفس للشعوب العربية المحبطة ،
المنتهكة الأرض، الحقوق و الكرامة، لأنهم يتوحدون امام شاشة!
كل حلقة يتبارى فيها ثلاثة متسابقين للفوز
بأكبر عدد من النقاط مبنية على الاجابات السريعة و الصحيحة. في نهاية كل حلقة تقول
المذيعة الفشنك للفائز:-" تمني." كل الفائزين يتمنون لشخصهم ولحياتهم، و
لأمورهم المعيشية. لا احد يتمنى على الأقل من باب سياسة البرنامج ان تتوحد العملة
في بلاد العرب ، او تتوحد جوازات السفر، او تتوحد المناهج المدرسية، او يتوحد
النشيد الوطني ، او ُتفتح الحدود بين البلدان العربية او اي مطلب وحدوي من هذا
القبيل. في برنامج ( تمنيِ) بإمكان الفائز ان يطلب حتى عمارة ، سيارة فيراري، رحلة
حول العالم او ما شاء من الأماني.
الحلقة #الأولى كان المتسابقين فيها من
مصر، الجزائر، البحرين. اما البحريني
فكان كثير التثاؤب و نام قبيل انتهاء الحلقة. الأمر لا يعنيه لأن لا اماني مؤجلة
لديه. تسابق المصري و الجزائري. الفوز كان حليفا للمتسابق المصري. قالت له المذيعة
الفشنك:-" تمني" فأجاب :- " انا اعرف امنيتي جيدا. انا خاطب منذ
عشر سنوات. اتمني مصاريف زواجي ، شقة على قد مقامي ، و شهر عسل الى باريس و
فينا." رفعت حاجبيها باستنكار معلقة :- " امنية واحدة فقط." هنا
تحركت " الفهلوة المصري" فأجاب المتسابق:-" خلاص، يبقى مصاريف
جوازي بكل توابعه !" هزت المذيعة راسها علامة الايجاب. كان للمصري ما اراد.
الحلقة# الثانية استضافت الفشنك متسابقين من:
المغرب، السودان ، لبنان. كانت الأسئلة من اتفه ما يكون:
1.كم عدد السنوات المدرسية في المدرسة؟
2. الجهات الأربع شرق و غرب و ماذا؟( لم يجب احد)
3. مامعنى " لبان" في الوطن العربي؟
السؤال الأخير لم يجب عليه احد. ُاحرجت المذيعة و بدأت تمضغ لكي
تغششهم فهتف السوداني :-"
تشونج جم." و فاز بعدها هو. قالت له المذيعة الفشنك :-" تمني."
اجاب :- " اعرف جيدا امنيتي. اتمني ان افتح شركة في دبي، قمت بدراسة الجدوى.
اعددت خطة العمل لكن ينقصني الترخيص، الاقامة و رأس المال طبعا." كان
للسوداني ما تمناه وبكى الشعب السوداني وهو يرى بث مباشر لشركة ابن السودان تضاهي
في ارتفاعها ناطحات سماء دبي ، و سطعت كلمة " كركدية السودان" في سماء
دبي المضيئة ليلا. فأبكت الشعب المصري ايضا لأنه شعب عاطفي ، حيث فكر بعض المصريون بالسفر و العمل فيها. بينما فكر بعض رجال اعمال
اليمن باقتراح منتج جديد و هو" القديد" لشركة كركدية السودان. خزن احد
رجال الأعمال بالقات و فكر بدمج القديد و يكون اسم الشركة " كركديد السودان و
اليمن".
الحلقة# الثالثة استضافت المذيعة الفشنك من السعودية العراق و
الأردن. كان العراقي يتفوق بشكل ملحوظ
. لكن في منتصف الحلقة لاحظ الجميع حتى المشاهدين في المنازل ان السعودي يضغط زر
الاجابة قبل ان تكمل المذيعة الفشنك طرح السؤال. كان جليا ان السعودي قد رشى و
اشترى ذمة ادارة البرنامج، فزودوه بالإجابات. عندما فاز ، قفز العراقي و اشتبك معه
في عراك. توقف البث و بعد حوالي خمسة دقائق ، تواصل البث و المذيعة الفشنك تقول للسعودي
:- " تمنيِ". قال و هو يمعن النظر اليها :- "انا اعرف امنيتي جيدا.
ابغى اتزوجك ."هنا تعالى الهتاف و الضحك حتى لدي المتابعين في المنازل. رفعت
الفشنك حاجبها البلاستيكي الذي من وقع
المفاجأة سقط تحت انفها ، قائلة:-" انا لست من الأماني." لكنه أكد لها
انه قد كتب باسمها عمارة في لاس فيجاس و ان في غرفة التبديل الخاصة بها في
الاستديو ستجد حقيبة من السبائك الذهب و ثياب و عطورات. وافقت الفشنك فورا. ثم
رأيناها في الحلقة التالية وهي تتابع برفقة زوجها السعودي البرنامج مع المشاهدين
في الاستديو حيث وظف مخرج البرنامج مذيعة جديدة. لم يفت السعودي ان ينقب حرمه
الفشنك المصون. كان للسعودي ما اراد.
باشرت المذيعة الجديدة عملها منذ# الحلقة الرابعة . استضافت المذيعة
الجديدة الفشنك برضة متسابقين من سورية، ليبيا، اليمن. طبعا تدخل ولد الشيخ لانضمام اليمني للحلقة
الرابعة، اقنع إدارة البرنامج ان انضمامه لسوف يؤكد سياسة المملكة في عاصفة "
اعادة الأمل" ، فوافق المخرج. تابع اليمنيين وهم يبكون انضمام اليمني للحلقة
الرابعة و نزلت نكات الوتساب مثل المطر ( فعليا هذا بات كل ما نفعله)! بينما كانت
المذيعة الجديدة لاويه بوزها بقرف من حظها الزفت لأنه فاتها السعودي و لم تجد
امامها الا ثلاثة متسابقين جميعهم من بلدان فيها حروب. في بداية الحلقة تفوق
السوري ، لأن الليبي كان يتشاجر مع المصور و العمال وراء الكواليس. اما اليمني فلم
يركز الا بعد مضي عشرون دقيقة. لكن عندما ركز كان يضغط الزر سريعا و يجيب الاجابة
الصحيحة. ليس سر ان اليمني اذا ركز الله يستر على و يجير اعداءه منه. في ختام
الحلقة فاز اليمني. غرق عدد من اليمنيين في سيول الدموع في سائلة صنعاء القديمة،
دموع ذرفها اليمنيين تأثرا لفوزه. نجا من الغرق في سائلة صنعاء القديمة بعض من
تعلقوا بعجلات سيارات طفت على سطح فيض الدموع. بكت نوافذ البيوت. بكت كلاب
الشوارع. قالت له المذيعة بتبرم :- "
تمنيِ" اجاب :-" انا لم اتمن منذ سنين. لا اجرؤ! غاية امانينا ان نقتات
و نأمن. لذا انا اليوم اتمني، ان يعود اليمنيين جميعا في الداخل قادرين على
التمني. نحن بأنفسنا سنحقق امانينا. لكن نريد مساحة و سقف عالي من "الحرية"
و "الممكن" للتمني." ضحكت
المذيعة
متسائلة:-" طيب تمنوا ، ما الذي يمنعكم يا اخي الفاضل؟" ترقرقت عيني اليمني بالدموع و علق قائلا:- "
" كيف نتمنيِ و الاعداء يقصفونا من سمائنا ، و على الأرض جنبنا ....جِنيِ؟ فكيف نتمنيِ؟"
متسائلة:-" طيب تمنوا ، ما الذي يمنعكم يا اخي الفاضل؟" ترقرقت عيني اليمني بالدموع و علق قائلا:- "
" كيف نتمنيِ و الاعداء يقصفونا من سمائنا ، و على الأرض جنبنا ....جِنيِ؟ فكيف نتمنيِ؟"