مقالات ( ُأف ) الُلغج (10)



الُلغج
الشطار هم من يفكرون في الف وسيلة و وسيلة  لكي يستمر بقائهم. مدى نزاهة او فساد الوسيلة ليس شأننا و لا شأنهم. المهم البقاء.  بالنسبة لهم الأهم هو الاستمرار في الهيمنة و بالنسبة لنا نحن الأهم هو ان نجد لنا في ُعمرنا " قوت" . نواصل جميعنا الجزء الثاني ، و الثالث ، و الرابع...من هذه " السينمة"!
نحن نتفرج عليهم و هم يتفرجون علينا! وضع صعب ومهين. اتحدى واحد ينكر!
بدعة القسائم لشراء مواد غذائية للمواطنين - الموقفة رواتبهم  -  و منع جوع او مجاعة كان فعلا حل  و في ذات الوقت هو: حل "لغز" لذا سأسميه ُلغج لأن فيه قدر كبير من الغموض ، اللغاجة.
فكر معي :
*انت تستلم قسيمة بمبلغ معين - مستقطع من راتبك -  لشراء مواد غذائية ، لأنك بلا راتب لكن المبلغ هو اساسا من راتبك الذي ستستلمه في سنة يعلم الله متى ، و قد لا تستلمه اصلا لأنه موجود في جيوب الشطار. لكنهم يطمئنونك انه فقط " جزء " من راتبك. ثم انهم يعدونك انهم سيسلمونك جزء  ثاني "تافه"  نقدا ، تستلمه اوراق نقدية تالفة تفوح منها روائح تنقل اليك امراض معدية. و هناك جزء "ثالث" لسوف يدخرون  الجزء الثالث ك في حصالتهم هم لأنك مراهق طائش غاوي مسرف ، لست كفء للتعامل مع الريال ، سيعلمونك "هم " الادخار.  
*تأخذ القسيمة  و تذهب لشراء مواد غذائية.  لتجد السوبرماركت التي اختاروها لك قد رفعت من 50-70  ريال في سعر السلعة الواحدة عن سعرها في سائر الاماكن التي لا تتعامل بالقسائم.  تتجاهل هذه الحقيقة و تشتري لكي لا يموت من الجوع الجهال. انت اساسا لست في وضع الاحرار لترفض او تقبل او تسأل او حتى تحتار و انت تختار. خذ مما امامك و َروُح و انت ساكت فرحان. تبدأ في تأمل البضاعة.  مريبة لم ترها من قبل في اليمن. تاريخ صلاحية مكشوط بدسميس. لا تسأل لماذا التاريخ مكشوط، لا داعي للاستفسار. جبن مثلثات لون علبته برتقالي. مكرونة ُهلامية، زيت يتجمد ، خميرة كفقاعات الصابون و ارزبه كائنات تمشي... فيلم رعب البضاعة! بضاعة كلها ليست أصلية ، و قد تكون غير جيدة و فاسدة و منتهية! سعرها سعر البضاعة عالية الجودة الممتازة. تأخذها دون ان تفتح فمك المطبق.ارجع بيتك :  ُكل و اسكت.
* طيب السوبرماركتات لماذا تبيع بضاعتها بهذه الكميات الكبيرة و إن كانت بفارق ربحي كبير لكنها تأخذ في نهاية الأمر عوضا عن الفلوس ورقة اوكرت. لماذا؟ ما هذا الُلغج؟ ُلغج محير فعلا. سمعنا رجل يسأل المحاسب :-" ياخي فهمنا الله يرضى عليك. من بيحاسبكم؟" اجاب المحاسب بزهو :- " الدولة!" قال الزبون :- " طيب و الدولة مدام  ومعاها فلوس تحاسبكم ليش ما تدفع لنا رواتبنا و احنا نشتري من حيث نشتي و بكم ما نشتي."  ضحك المحاسب معلقا  :- " #إسأل_الدولة!
هل ُيعقل ان الدولة ضحكت على اصحاب السوبرماركتات؟ طبعا لا. انهم اذكى من ذلك. هل ُيعقل انها ارغمتهم ؟ طبعا لا. هل ُيعقل انها ستستقطع من ضرائبهم؟ طبعا لا.
الشيء الواضح و الجلي... ان المواطن هو الضحية و الجزارين كثروا و الشعب الطلي.
من يحل هذا ُاللغج.... جائزته قسيمة!
أحدث أقدم

نموذج الاتصال