عندما كنا
عندما كنا اطفالا صغارا ، كانت كل القصص التي
ُتروى لنا تنتهي بهزيمة الشر و انتصار الخير. كانت تنتهي بموت الشرير و زواج
الأمير بالأميرة. كانت جميع النهايات تنتهي فنخلد للنوم و فوق محيانا ابتسامة
عريضة.
كنا حينئذ نؤمن ان القصص تنتهي على هذا
المنوال الرتيب لأن الله موجود في الدنيا و الله
الخير و بالتالي ينصر هو الطيبين بقوته. استحالة ان ينتصر وحش او شرير؟ متى في اي قصة قد
حدث ذلك؟ كان ذلك من سابع المستحيلات ! ذكروني اذا كنت من الناسين. اما اليوم.......
استحالة ان ينتصر وطن او ارادة شعب .
كنا تلك الأيام نؤمن ان الله موجود في كل وقت
و انه يرانا في كل حين. كنا نحبه ونخشاه. انا ضد حذلقة المتفلسفين القائلين ان
اهلنا ربونا على ان نخاف الله دون ان يعلمونا حبه. اين الدليل؟ فلو كنا فعلا نخافه
لما وصلنا لما نحن فيه. و سهل الحب فان مصائب الدنيا التي ينجينا الله منها، كفيلة
بتعليمنا حب الله، كذلك جمال منظر البحر ، و سحر السماء و الطيور و الجبال الخضراء
كل هذه سوف تقوم بتلقيننا حب الله تلقينا.
اما اليوم و قد كبرنا في العمر و سكنا بيت
المشيب ، ادركنا اننا في ختام العمر نعيش اسود صفحات التاريخ. العرب يقتلون بعضهم
بعضا، الاسلام يتشوه و بأيدي مسلمين ، العرب ينفذون مؤامرات غربية على اوطانهم وهم
انفسهم ادواتها ، العرب يسفكون دماء بعضهم البعض و يدمرون اقتصاد بعضهم البعض. نحن اليوم و قد كبرنا. نتلفت يمينا و شمالا فلا
نرى الا شر يستعر ، وخيانة كالوباء تنتشر ، دين اصبح مضحكة و مهرج دون ان يدافع عنه احد ، و بتنا لا نسمع الا:-
" ماله فلان؟" فيتكرر الرد فلان كفر ،فلان كفر، فلان كفر.
لذا : انا اليوم اسأل اين راحت تلك النهايات
السعيدة؟ اين راحت اشياء اخرى كثيرة؟