اطلال القاعة الكبرى
خط الخمسين على جانبه انقاض القاعة الكبرى حيث قصف فيها العدوان اناس يقدمون واجب عزاء. القاعة الكبرى حيث صعدت ارواح ابرياء بالجملة الى السماء و حتى يومنا هذا هناك فوق القاعة غيمة لعلها ارواحهم الغاضبة تحلق فوق القاعة متسائلة : ِلما؟ مجزرة مثل أي مجزرة سواء في اليمن او خارجها ، مثل كل المجازر مؤلمة و بشعة. ضخمها الاعلام بالمقارنة بباقي المجازر ، زوامل ٌنشرت بعد التفجير ب15 دقيقة. كثير من الناس كتبوا مشاعرهم. عدد من اهل الضحايا و بناتهم تحديدا سردوا وقع الحدث في اسرهم. ضخمها الاعلام ، لأن من قضوا فيها لا هم عم عبده بائع السمك ، و لا ام عمران المتسولة عند الجامع ، و لا عم محسن صاحب البقالة و لا احمد حق ايس كريم نانا. هؤلاء لا احد يذكرهم و لا يمر بسيرتهم الا مرور الكرام عندما يرحلون . قالوا القاعة الكبرى كانت كبرى المجازر لأنها اصابت هيبة الدولة. لكنني اتشكك في القول لأنني لا ارى أي هيبة امامي ، اين هي؟!
في الشارع المعبد على جانب انقاض القاعة ، عائلة اخدام تتسول ، يسكر الجوع في ملامحهم و يحشش الظلم الذي يقاسونه كي ينسى نفسه . عائلة مكتملة العدد لم يتخلف منهم عضو. الجد ، الجدة، الأب، الأم ، الابن ، الابنة الشباب و كذا عدد من الصغار بالقراقيش. يجلسون فوق اكياس الزبالة ، يقاسمهم موقع العمل ولد صغير يبيع جزر و جاء الكوليرا فامتنع العابرون بسياراتهم عن الشراء بسبب ان الخضروات مصدر للكوليرا فقلب عربية الجزر وتناثر الجزر و جلس هو داخل العربية يتسول. كذلك مسن فوق كرسي مقعدين يحمل له طفل مظلة تخفف عنه حرارة الشمس القاهرية برغم كوننا في صنعاء.
هؤلاء الجياع... لا تلمهم عندما تراهم يوما في مطبخ بيتك يلعقون ملعقة او يتأملون بتعجب حلوى لم يشاهدونها من قبل. هؤلاء الجياع... اذا لمتهم فقد ظلمتهم فوق الظلم الذي يكابدونه.
سلوى الارياني