لدي قراء لا أعرف عددهم ، لا أعرف أسمائهم و لا وجوههم . لدي قراء
أعرف اسمائهم فقط، و لدي قراء أعرف أسمائهم و وجوههم، لدي قراء لا أعرف وجوههم و
لا اسمائهم ـ لدي قراء درستهم ،و لدي قراء أحبهم و أهتم برأيهم و اكتب و هم في
بالي. أفرح بشكل يكاد يكون طفولي حين أقرأ تعليق على أي قصة. لا أنزعج من اي نقد
اذا لم المس فيه أي حقد لأسباب غير أدبية. أحزن و بشدة حين أقرأ أي انتقاد بغرض
خفض المعنويات أو التقليل من الشأن لأسباب خفية أجهلها أنا. أتوق للتعليقات لأنها
الدليل الوحيد أن هناك بشر يقرأون لي.
قلة هم من يقرأون لي يفهمونني و يفهمون الرمز في قصصي. لكن بعضهم يشبع القصة تحليل و فلسفة و عمق حتى
يحملونها فوق ما تحمل و أكثر مما أقصد. للأسف كثير من قرائي عجيبين للغاية ربما عن
جهل ، ربما عن ضيق أفق و ربما ببساطة لكوني كاتبة امرأة لا رجل. أيضا ربما بسبب
التعود على الفهم المباشر و عدم القابلية
لأخذ الكلمة لأبعد من معناها البديهي. البعض غرابته في كونه يقرأ لي و الفكرة
الرئيسية المسيطرة على ذهنه هي ان كاتبة هذه الأسطر "امراة" و صورتها
منشورة هنا.و هي بالاضافة لذلك يمنية و الأغلبية الساحقة من اليمنيات منقبات. قد
تكون هذه الجزئية فقط كافية لطلاء قصتي بفكرة مسيئة لي ككاتبة. كذلك بعض قارئاتي
الاناث تكون لديها الرغبة في النشر و القدرة على الكتابة لكن بسبب ظروف أسرية أو تخلف الذكور في أسرتها
فانها لا تجد وقت للكتابة و اذا كتبت لا تتجرأ على النشر ـ لذا تقرأ بغيظ أتفهمه
تماما، و تعلق على قصتي بروح المقارنة و المناظرة للأسف طبعا.
هناك من يقرأ و يريد لاشيء سوى اثبات انه مثقف ،و الثقافة لديه تستوجب أن ينتقد كل شيء و اي شيء حتى العنوان! يتحول هؤلاء القراء من قراء إلى بنادق بالمرصاد تضرب القصة من أول حتى أخر حرف لاثبات ثقافتهم! هناك نموذج آخر و لعله أغرب الجميع. انه من يقرأ لي تاركا القصة كلها جانبا فهو لم يفقه حرفا منها و لا هو معني اصلا بفهمـها ، انه ذلك الذي يقرأ اسمي و "الارياني " تحديدا فتتحرك لديه الرغبة في الثأر من أي إرياني يكرهه في العمل ، في الحي ، في المستشفى ، في البنك او حتى في الحكومة متمثلا بشخص الدكتور عبدالكريم الارياني الذي اقدره و أحترمه حالي حال الكثيرين في اليمن. هذا القاريء يرمق الاسم الموجود امامه ، و يمسك الساطور استعدادا للسلخ! لكن من باب الحق ـ ما علاقة اسم اسرتي بقصتي؟
أنا هنا أريد أن أستعرض معكم بعض التعليقات و معظمها كوميدي و بعضها جارح،
سأذكر اسم القصة و لن اذكر اسم القاريء المعلق طبعا
1.
قصة المسبحة
هذه القصة نشرتها قبل زمن ، و نشرتها في
كتابي الأول " لحظة شجن" و فكرتها ببساطة أن عالم النساء كالمسبحة ، كل
حبة مثل أختها. و أن المرأة و أن تقلدت مناصب أو حملت أعلى الشهادات لكنها تظل بحكم
الفطرة و المجتمع تقوم بما قامت به
والدتها و جدتها و ما ستقوم به ابنتها في المستقبل. هذا كل فكرة القصة و بكل
بساطة. كان هذا أول تعليق يصدمني في حياتي. قال هذا القاريء وجها لوجه اذ لم يكن
ايامها يوجد شيء اسمه تعليق عبر النت. قال لي القصة واضح انك تقصدين ان جدك الذي
حكم اليمن لسبع سنوات فقط سوف تأتي حبة مسبحة من نسله و تحكم و تتداولوا الحكم.
القصة فيها ايحاء بالانقلاب." قلت بفزع:-" من ؟أنا قلت؟ متى قلت؟"
عبثا اصحح له فكرة القصة ، كان يبتسم و يهز رأسة كمن يقول :-" على من ؟"
هذا نموذج لقاريء سيطر على ذهنه اسمي لا قصتي
" للأسف"
2.أنا كل يوم أحارب و قاريء تحفة
كتبت هذه القصة قبل اعوام قليلة بعد
الثورة. حكيت فيها قصة امرأة تتزوج برجل يبخل عليها و ينفق ببذخ على نفسه. ثم
تتطلق منه و ترتمي في احضان المحامي الذي طلقها منه فيتضح لها انه رجعي و متخلف
يريد حبسها في البيت و وضع القيود على كل شيء. الظريف انني لم اتوانى عن
ذكر الرموز منعا للفهم الخاطئ فقلت في ختام القصة انني اقصد بالزوج الاول عهد على
صالح و بالزوج الثاني العهد الذي جاء بعده. كان بشع ككاتبة أن احلل الرموز و اشرح
ما أردت قوله و هو ان النظامين لم ينهضوا باليمن التي كانت الزوجة في القصة.
بالرغم من هذا كتب لي احدهم في الموقع الذي نشر القصة :-" يا ابنتي زواجتين
فاشلتين ، اتركي الزواج و عودي إلى مقاعد الدراسة افضل." و قاريء أخر كتب :-
" الزوج الأول سيء و الثاني سيئ ؟
طيب يمكن يكون العيب فيك." وجدتني اتمتم ممكن ليش لا؟ ههههه يا للسطحية ،
الكل فاهم أني من تزوج مرتين؟! أما القاريء الاخير و هو التحفة الفريدة من نوعها
فهو من أسرة زوجي الحقيقي في الحياة. أنا كتبت في القصة ان زوجي الأول من شدة بخله
دفعني لتجميع الثياب القديمة من الجيران بحجة انها للمساكين ثم من شدة احتياجي
لبستها أنا. القاريء تحسس كونه من أسرة زوجي و أنا أشتكي في موقع الكتروني و على
الملأ من بخله ـ و هذا القاريء كونه ضيق
الافق و فاهم غلط قال لي كأنما قبض علي متلبسة بالكذب :- " طيب كيف كنتي
تجمعي الثياب من الجيران ثم تلبسينها امامهم ، أما تعرفوا عليها؟" يا
راااجل!!! فما كان مني و أنا نادرا ما أرد
على قاريء الا هذا اجبته :- " لا ، كنت لا البسها أمامهم بل أمام
غيرهم!" ههههه تحفة فعلا.
3.قصة دردشة مع عصفورة مصرية
هذه القصة نشرتها في مأرب برس و لاقت
استحسانا اسعدني. كتبتها بعد تنحي مبارك في مصر و بداية اختطاف ثورتنا من قبل
عملاء حزب الاصلاح. كانت مصر ايامها مليئة بالامل و كنت أنا و اخواتي و أولادنا
هناك بينما كانت اليمن تكافح من ارادوا الانضمام اليها و هم اساسا من قامت الثورة
ضدهم. مثل عيال الأحمر و على محسن نهاب الأراضي! في تلك السنة سكنا أنا و أخواتي و
أولادنا في شقة بالدور الخامس على النيل في حي المنيل. و من لا يعرف الحي فانه حي متخم باليمنيين لان الشقق
رخيصة فيه ـ و الدليل انني وجدت سائق التاكسي الذي يوصلني الى عملي يوميا في صنعاء
في الشارع ـ سلم علي و اخبرني بحزن انه جاء برفقة زوجته لإسعاف امه لان كليتها توقفت عن
العمل بسبب انقطاع الكهرباء و عجز المستشفى و الأسرة عن توفير غسيل الكلى لها. و
ما دام سائق تاكسي قادر على السكن في حي المنيل هذا فلا يوجد أي بذخ أن أسكن فيه
أنا أيضا ، يوم النشر قرأت تعليق واحد فقط هو من اكثر التعليقات التي المتني يقول
فيها المعلق :- " طبعا اريانية ، في الدور الخامس و شقة مطلة على النيل ، و
عراب اليمن الارياني يدي الشعب جرع ، لا
يريد هذا العجوز حتى أن يختم حياته واقفا
في صف الشعب!"
لم أرد عليه.. لم اقل له أي شعب منوم مغناطيسيا هذا الذي ثار على ناس ثم سمح لهم انفسهم أن ينضموا لثورة قامت في الواقع ضدهم؟" لم اقل ذلك لأنني كنت حزينة من التعليق, أحزنني فعلا , سؤال واحد فقط ليتني ارسلته لذلك القاريء الحقود :- " و ما شأني و ما شأن قصتي أنا بسياسة الدكتور عبد الكريم؟"
لم أرد عليه.. لم اقل له أي شعب منوم مغناطيسيا هذا الذي ثار على ناس ثم سمح لهم انفسهم أن ينضموا لثورة قامت في الواقع ضدهم؟" لم اقل ذلك لأنني كنت حزينة من التعليق, أحزنني فعلا , سؤال واحد فقط ليتني ارسلته لذلك القاريء الحقود :- " و ما شأني و ما شأن قصتي أنا بسياسة الدكتور عبد الكريم؟"
4,قاريء يتنيل بنيلة
أنا باديء ذي بدء ، أعترف ان لدي اخطاء
نحوية كثيرة نوعا ما ، و الاملائية قليلة و لله الحمد. السبب هو أنني بحكم وظيفة
والدي الذي كان ، رحمة الله عليه ، سفيرا كان احيانا يتعين في بلدان اوروبية ليس
فيها مدارس عربية و لذا التحقت بمدارس أمريكية حيث كانت متوفرة في كل الدول و درست
العربية في البيت في شكل دروس خصوصية. ثم
قرأت نجيب محفوظ ، يوسف ادريس، السباعي ،
نزار قباني ، أحمد مطر و غادة السمان و فدوى طوقان و غيرهم. لكنني برغم هذا اعترف
انني لا زلت احتاج لمصحح لغوي كلما نويت نشر كتاب بعد وفاة والدي حيث كان هو مصححي
اللغوى الرائع و الحبيب. أي انتقادات بخصوص النحو لم أكن استاء منها فأنا معترفة
بعيبي و عاملة على معالجته و احسبني قد تحسنت كثيرا. المهم هناك قاريء كتب تعليق
ينتقد عربيتي و تكسير قواعد النحو و الصرف
على حد تعبيره و اليكم تعليقه : -" السيده سلوا الارياني ، القصة لا تكفي ،
فاكلاماتكي فيه اغلاط عديده. أرجو أن ترحمي سيبويه في قبرهه." ما رأيكم؟
5.الجزيرة حتة واحدة؟؟؟
هناك قاريء آخر يستحق الذكر. فهو ذكي ،
مثقف . كتب كلام أكثر من رائع عني في الفيس بوك. ثم ارسل الى طلب اضافة فلم اقبلة
لأنني لا أقبل الذكور الا من كانوا اقاربي بسبب غير خفي لا داعي للخوض فيه الأن.
المهم الأخ بدأ يرسل لي كيف الحال في رسايل ، ثم ارسل لي صور لاسمي داخل لوحات و
فوق كف وبين زهور و و.... شرحت له أنني لا
أستطيع آن أقبل صداقته و أعتذرت. يبدو انه في قرارة نفسه لم يقتنع بالسبب فارسل لي
أنني مغمورة لأنني لست من الاقلام المطبلة للنظام. ثم قال لي أن أحدد موعد لكي
تأتي الى في بيتي مراسلة الجزيرة و تقوم بمقابلة معي. أتوقع أن الرجل متوهم أنني
متلهفة على الشهرة و أن ظهوري في الجزيرة سوف يجعلني اقبل صداقته وربما توهم أن
أتكلم معه هاتفيا. لا أنكر أن مقابلة في الجزيرة كانت ستسعدني لكن للامانة لم يكن
يوما الظهور أو الشهرة من أهدافي. طبعا اتبخر هذا القاريء تماما بل لم يرسلي بعدها
اي تفاصيل عن المقابلة. للأسف حتى المثقف في بلادنا تسيطر عليه فكرة الكاتبة انثى
و يجب محاولة التقرب منها. للأسف
6. نقد بسبب ضحالة الثقافة
لا أنكر ايضا أنني اكتب عن الحيوانات كثيرا
، كتبت عن العصافيرفي |دردشة مع عصفورة مصرية" و في " بلا عصافير"
كتبت " دفاعا عن الحمام" كتبت عن الناموس في "محاربة العدو
الخطأ" كتبت عن الكلب في "جارنا كلب" و أيضا في " عاش
الكلب" و كتبت عن ببغاء في ا"لمناظرة المحرجة". كتبت عن الغربان و خيال الحقل.
قرأ لي احد القراء و علق:-" لماذا لا تكتبين الا عن الحيوانات و الطيور؟ لماذا لا
تتكلمين عن الناس و الواقع والمجتمعات الانسانية؟ لماذا لا تختصري في قصصك فإن خير الكلام
ما قل و دل ، أنا مليت و لم أستطع اكمال القصة! "
لعلي في طفولتي قرأت الكثير من القصص عن الحيوانات و الطيور بالانجليزية و لاشك ان كتاباتي متأثرة بما كنت اقراءة و تأثرت به في المدرسة لكن بصرف النظر ما مبرر هذا الكلام القاسي كله؟ لأنني كتبت عن حيوانات ، الست حرة؟!
لعلي في طفولتي قرأت الكثير من القصص عن الحيوانات و الطيور بالانجليزية و لاشك ان كتاباتي متأثرة بما كنت اقراءة و تأثرت به في المدرسة لكن بصرف النظر ما مبرر هذا الكلام القاسي كله؟ لأنني كتبت عن حيوانات ، الست حرة؟!
7 .الكاتبة أنا و بطل القصة شاب أو رجل.
كثيرا ما كتبت قصص بلسان شاب أو رجل و اوضح
ذلك تماما. مثلا قصة " أكياس علاقيات ليس إلا" أنني شاب عاطل و فقير و
أن حياتي تشبه حياة كيس القات الذي يتطاير دون أن يعرف أين سيحط. فعلق أحد القراء
" كان الأفضل الا تلجأئي للقات، كنتي ستنتبهي لبيتك و حياتك أفضل من تعاطي
القات! شكرا للنصيحة :)